على غرار ذلك الهبوب ، ها هي ملامحي تغادرني ، تتعلق في امتطاءك لذلك الغروب ، واتفاقك المسبق مع الحقائب والوصايا ونبرة التعلق المقطوع .
وعلى غرار ذلك ..
ما اشبه تلك المسافة بلكنة النهار المنطوي والسجية الليلية الموحشة في الأرق ، الرجفة القلبية المتدثرة دائمًا بيدي ، إزاء كل ذلك الصمت المتسلق إلى فمي .
وعلى غرار ذلك ..
ها أنت الراحل ، صاحب الإشارة الأخيرة في الطريق الضائع ، في الزمنين الغائمين بين حب وانتظار ، في الكلمات المشرعة التي تناشدك أمن حديثها ، حوارها ، همسها المنتشر بنكهته الحنونة ، بترفّعه في المعنى الحاضن لرائحتك ، المتدثر بحواس تبقيك واحدها المتهيئ ، مالئ فضاءتها الخمس ، الست ، السبع …
وعلى غرار ذلك ..
تتساقط بتلات من بين وداعك ووداعك ، تبكيها عينا جفافٍ ساقط الشجرةَ ظلها .. الساهي بها نظرٌ متوعر به ذهابك ، تلاشيك في الطرقات .
متى تعود ؟
وعلى غرار ذلك ..
تتوكأ الرجفة عصا اليوم الذي تعوده ، تفرَحه ، تفتح فيه يديّ وتهب الدفء راحتيكَ ونظرة منتصرة ، نظرةً مغلوب عليها حياة حلمها الجميل .