لم تكتمل حبراً بعد !

منذ العام المنصرم الذي تلوي الحيرة يده ، وأنا أحاول أن أكتب إليك بما يتناسب مع وعدي القديم وقدرتي الجديدة ، في إتمام رسالة تليق ببطولة الحلم في سياقٍ يكتبك دفعةً واحدة ، قدرة مستظلة ، تمثُّلٌ مُحايد ، تخرجُ من بين ترائبه رجل الكتب والكلام والنظرة الحية ، منذ ذلك الحين المتعب إلى أوان لم يبقَ بعدهُ لانتظار الفكرة في طرحك لحظة ترتيب أو هنيهة مهلة ، وبكل بساطةِ إمساكِ القلم وتحضيرُ الورقة وتناول نبضة تعشق المكاتبة ، ها أنت لا تأتي فيها على مقاس العبارة التي أودّ ، والتي يسمح لها الحرف في أن تكون أفانين إدلاء و جملةً حرة ، تشرد مابي من إرادة كتابة ، ها أنت تتكور في معنى لا يستجيب وقصة لا تُكتب ، تلك التي تتنفس وتشعر وتلتقط بجوارك صورةً ، لها أطراف أصابع تزيحك بهدوء خارج إطار هذا العالم المتجمّد في حلم ، علك تتكون من جديد ، رغم ما تحمله في كونك الذي قرأته دائماً في مبالغة (شوبنهاور) ، وتمرد (كافكا) ، وصلاح فتاة الخدر اليافعة .

إنك تأتي طبقة استقراطية لا تنبري لي إلا في الطرقات ، ولا تلوح لي بوجودها إلا في مواعيد منزلقة كتلك التي يتقطعها إطلاق الصافرة ، يالك من بُعد !

تُماهي في العمر شمساً مغادرة ! .

غيمة الحبر تُسقي ورقة الكتاب هذه المرة بغزارة ، وتسقط بشكل قائم ينعش بتلة الصباح التي كانت عين الشمس قد رعت في إشراقها تَفَتُّح اللغة وازدهارها حُلّه ، لتُكتب قصيدة خضراء ، مبنيةً للمجهول .

كان غض تلك النظرة في غناءها بمثابة أصيص قرر أن يكون منبتاً يضم أصل الشجرة ، ظلها مسافة المطر في ريّ عدم الإتيان ذاك ..!

الحقيقة الجافة هي ما يدبغ جلد الكلام في هذه الليلة ، ويضرم في الحسبان حسن تدوينه نثراً معبراً ، حكايةً لا أبطال لها ، لتكن الغيمةعلى سابق علمٍ بالإشراقة العجِلة .