” أهِلّةٌ ( فبراير)”

بذات الصبح ..

و بذات التصاعد ..

و التبخر و التبختر ..

و الهنيهة العائمة على صفحة الماء ..

القاطفة لأنفاس خيط يُمطر ..

العالقة بروح سحابة تذوب ..

على سبيل الهِبة ( سقيا الليالي ) ..

لبذرة في ندبة الحائط ..

تقارع فسحة النور ..

تخرج من جسدها الصغير ساحة نمو مبهرة ..

تقابل الضيق بوثب عطرها ..

منفس سُوَرٍ وتلصص من باب حياة .

إنها باقة عيد مهداة ..

إنها رقة التراكم ..

رجفة الفجر بين لونين ..

نضوج الوردة الأم ..

سهر المواسم المبذورة ..

عينا النافذة البعيدة ..

الشهب المشبعة بالليل العابر ..

القمر الذي يكمل حسن العتم بصفحه ..

و نور يكتب الرؤية بقلم سماء نازحة ..

على وجه الليل ذَا السن المحير والملامح القديمة .

إنها الأهلّة الوفية جداً بشهرك ( فبراير) ، حد شهقة التذكر الفاترة ..

التي ما تلبث إلا أن تقهقه ملء روحها المهرجة مابين مباغتة تاريخ وحلف نسيان قديم ..

إلى أن كان وصوله ذرف نُكات على مسرح أضلع في يده كراتُ مواعيد ملونة..

مهزوم افترا رها على عضد أدوار رحيل مضحكة ..

تهز الأشياء بذرفها صندوق احتفاظ أبيض ..

يُهضمُ فيها السر حق ألوانٍ واصبعين ..

إتيانك لا تشوبه محابر على صفحة اللغة ، إنها فقط ترسمك كما أنت ، تهيؤك كهيئة طير عادت له روحه ، فعاشها ، قتلها بدم حبر بارد .

بالون اقترافك النابض بلغ عنان الزرقة ، أتعلم ذلك ؟

أتسند إن استطعت لذلك نسياناً يجرؤ ؟!

رغم كل هذا كفارة الوجع هي من ستكلف الخدش ظِفر إصبعه المبرود وتنفصل التوسلات عن جب الابتهال بتلاشي هو لايليق بعناق الروح الواحدة .

لتركل بعد ذلك أغنية الوخز وترنيمة المضي الناسي ، خصر الروح الهاربة ،والتي فقدتْ ثقلها على كتفيّ عن قصد ، عن جرأة ، عن رقص ، عن انسلاخ متمرد ، كان لجناحي تحليقه كل السقوط يوم نوى الكلام شق صدر السماء وأزهاره ، كتابةً تنويك، تغفر للحزن من حسنه أنه مازال يهذر ، وأبت نوارسك إلا أن تسكن الأكواب و أركان المناضد ، وحقائب الخروج وصوت فيروز المباع في طرق الصباح كتحية عبور تروي شُح الأهِلّة .

لطيفة القحطاني

خريف

‏كانت تعرف أنه في الفصل الأخير من التذكّر ، أومأتْ ومضتْ تكمل معه درب النسيان إلى أن عادا طفلين وأم .

‏⁧‫#قصة_قصيرة_جدا‬⁩

‏⁧‫#لطيفة_القحطاني‬⁩

‏⁧