هب روحك أنك أنا ..

هب روحك أنك أنا ، تَمَجّد في كونك المشتاق إليه ..

ونادني ..

كوّر الاسم والقِه منفجرَ الأشلاء على مسمعي ، اعرب عن حروفه المتناثرة بكلا النداءين الحزينين اللذين خانهما حلق الفيض ..

وأحْي المبتعد ذَا الصوت الفاقد رفقته ، أحبته ، نبرته ، وجهه الأخير ..

تخلْ عن اسمك إن شئت واعبر ممتهن الطريق ، ثقيل الأجوبة ، منهك التخلخل على أرصفة واسعة ، وطول مقصود .

هب روحك أنك أنا ، تبجل في كونك المغفور له ..

وقفْ ، تمهلْ ، اعربْ عن عرج الخطوات اللاهثة ، والسير المندفع ..

ضعْ في فنجان القهوة لكن بلا غرق ، وفّ العطر بُنًّا متنهى الشذا ، مُدْمَن العبق ، منتشى الشوق ..

برهن للمسافات تعب عروجها وتوه في نقطة منعطفٍ لعْ ..

استدرك نضح الحياة على جبين ما قررتك ..

واكتب السطر الأخير من الاستباق الحرّ ..

قاتلك فيك ، أنْزف قاني النبض ، مشروك القلب ، مشبوك النصل ، ممتلئ الكون ..

هب روحك أنك أنا ، اشدد على ساعد ما كناه واسكب على الدرب مياه ، راهن على القبلة في محياه .. انسام قصيدة مهداه ..

في كون الأنا حياة .

وكونك روح منح الأنا .. يا أنا .