و ما كان طعني إلا قبلة ..

‏” لاتحبسّ حديثًـا جميلاً في صـّدرك .”

 اتباعاً لما سبق سأحاول دفع ما في صدري لأذنيك مباشرةً ، بلا مقدمات على شكل مكاشفة تامة ، تستحق عينيك و تَمَزُّق الكلمات في خسارة واحدة ، سأُعبر لك بطريقتي الطفولية في الكلام ، لن أهاب رجفةَ التصريح و إن مال بها فمي و لا حتى هيبة السبر و إن تكسرت اظفار بحثي عن مفرداتها و التي سوف تأتي على وفاق تام لِـ ارتطامك بها و تكسرها بمعتقدك ، تناثرها دقةً تلتمعها الأشياء الناهضة في حيادك ، سأتوزع نية الكلام ما بين مشاعرٍ كثيرة و حقائقٍ موؤدة ، سأعاتب من بينها المحتفظ بصمته ،و أزمّ ياقة السطر من صدره ،و الذي سيُلقم أنفي رائحةً ذفِرةً ، تتحرك لها شتائم يُتمي و احتجاجك ، سأصارحك بسهري الشقي على كتف ليالي مُحكمة و أحكي لك كم أنك ثقيلٌ تنطوي في أوراقي كتناقضاتي الشتى ، و اشتياقاتي المريرة . 

الحديث الجميل ينفق من بين ذراعيه احتضان و احتضان و أنا صدري فاضت به كل الاختناقات في أن يُمس بحديث جميل مُوَشّى ، ترمقه عينا تبلدك . 

رغم ثرثرة الأفواه هناك خلف الجدار الزجاجي و ما بين الزاويا و العمل الشاق ، رسالةً مسكوت عنها غفلة هدب و أزهار ، ريش و أُلفةُ غيمٍ ، مُترس ما خلف بابها الفاضح نبضاً دائراً ، علامةً فارقةً في الصوت ، في المطر ، لن أحبس شيئاً هذه الليلة ، سينبثق الفجر مخلفاً يوماً جديدًا تتبعه شهقة كونية في صنع الضياء و الهتف به ، سيكتسح الجمال هذه المرة تعابير ملونة ، كسيرٌ عكس ما أشرقتْ به ، وستهبُك بذورُ فرحٍ في كف ما سيُقال حكايةً خالدةً ، تخرجُ حيةً لتروي ما يمضي في تهيئته قصصاً و ذكريات ، كنتَ لوهلةٍ زارعها في حديقتي ، أُصصها محكية المناص ، تُكتب فتجعل منها متاعب مسترخية ، عِبرٌ تُحتذى ، و آياتٌ تُذكِّر .

لطيفة القحطاني