أنا

سيدة من زمن آخر ، ركضت الأيام بها على غير عادتها و كان أن رسى بها الحلم على منكبي قدر مكتوب ، مصابة بذهول تقرّع الطرقات و تناهي ما هي عليه سماءٌ واحدةٌ تسْقفُ ترحالها أين ما ذهبت .

عرفت نفسي يداً يمنى كادحةً تكره المطبخ و تعمل به ، تحب الورق مبتعدة عنه ، تدرس ما لا تحب و تتفوق فيه ، تعمل في مهنة  ليست معها في وفاق ، تقرأ لتكبر بشكل يشبهها ، هذه الأخيرة هي جبيرة كل سواعدي الأولى و التي طق عظمها ذلك الكدح ، و رغم المكاره و الظروف أكثر ما كنت أتفانى في ريه هو ترتيب أحلامي البعيدة بأصبع تشير للمستحيلات بأن يكون بياضها يميناً قليلاً و زهرها إلى الجانب الأكثر اضاءة  و أخضرها هناك ناحية الشرفة المغلقة ، وأزرقها في الزاوية الأكثر خنقاً ، أما أسودها فيكون هنا بالقرب من وسائد صمتي الذي يكتب كلامه على دفترٍ و يدسه تحت مرتبة الذاكرة التي تحيل النوم ليقظة و اليقظة لقلق ، أنا هي بكل بساطة تُقذف للخارج ، للورق .

حالمةٌ جداً ، غامضة بعض الشيء ليس إلا لأني أحب تمجيد الأسرار ، و أكره كتابة المذكرات ، استقبل قبلة الرسائل بشيء يشبه الصلاة ، كل اسرافي كان فنجان حب ، و ملعقتين من الهدوء ، غير أن الحياة لا تنصفك ، عندها و عندها فقط إلتزمتُ صمتي ، هو في الحقيقة ضجرٌ متماسك ، رماد لازال على هيئة تجمّر انطفأ ، لم يعد بي اشتعالات جديدة بالحياة عدا كتابة ما قد أراه من خلف قضبان نسجها عطر و مطر و آه ذات تفرغ يُذكرنياه ركن الكلام .

لطيفة القحطاني .

3 تعليقات

  1. khaled-jobran كتب:

    .. في مرايا أنفاسكزكلام يشي بشيء من واقعية وفلسفة البير كامو
    .. هنا في عالم مدنك المبتلة بالمطر أجدني أرتب أغنياتي وما تبقى من ذات ..
    أنتِ كانبة جيدة أشكرك🌹

    Liked by 1 person

    1. الشكر لك استاذ خالد ، تقديري لهذا الحضور لا ينتهي ، دمت بخير .

      إعجاب

  2. مُـدن ! كتب:

    كم أعشق لغة الضاد حين تكتبها لطيفة..

    Liked by 1 person

اكتب تعليقًا